منتـــدايـــــات هيـــــا و رزقــــهـــــا...ترحــــب بكــــمـــــ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتـــدايـــــات هيـــــا و رزقــــهـــــا...ترحــــب بكــــمـــــ

فمن شــــــهـــد منــــكـــم الــشهـــــر فـــلــيــصــمـــة


    لقاء......مع ابليس (الجزء الثانى)

    rocky
    rocky
    زبون مهم


    انثى العقرب الكلب
    عدد المساهمات : 440
    تاريخ الميلاد : 17/11/1994
    تاريخ التسجيل : 06/07/2009
    العمر : 30
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الديكور
    المزاج المزاج : عاااااااااال

    fg لقاء......مع ابليس (الجزء الثانى)

    مُساهمة من طرف rocky الأربعاء أغسطس 19, 2009 12:01 pm

    عادات أهل الريف عموماً ‬وتقاليد الصعيد خصوصاً.. ‬أن الزوج إذا ما توفي فعلي الأخ أن يتزوج من أرملة شقيقه، ‬خصوصاً ‬أن زوجة أخيه قد أنجبت طفلاً ‬سيكون هو الأولي بتربيته ولم يشعر بنفسه وهو يصيح من أعماقه صيحة استرعت والده وهو يقول:‬ ـ لا.. ‬لا..‬ ويضرب بيده علي المنضدة التي تحطم زجاجها فأدماها كقلبه الجريح الذي مازال يقطر دماً.‬ صرخ من أعماقه وهو يتذكر الليالي الطويلة التي قضاها شقيقه في المخبز، ‬والعمل الشاق الذي كان يفوق قدرته، ‬ومع ذلك كان يتحامل علي نفسه ليوفر له ولوالده الراحة والمال.. ‬كان يقتطع من قوته ويعطيه له ليكمل دراسته، ‬حتي يكون علي قدم وساق مع أقرانه في الدراسة.. ‬لم يحرمه من شيء.. ‬لم يجعله يحس في يوماً ‬أنه أقل شأناً ‬من أي زميل له.. ‬ولكن ما يلبث الشيطان أن يستبد بضميره الذي أتاح له هو الفرصة في أن يموت عندما يتخيل صورتها وهي تبتسم له وهو يسمع ويتخيل صوتها وكأنه صوت كروان يشدو.‬ كيف ينسي هذه البسمة الضاحكة وهذا الصوت الشادي بسهولة؟ وسط هذا البحر الخضم من الأمواج المتلاطمة من الأفكار التي تصارعت جميعاً ‬في رأسه.‬ حسم إبليس الموقف في صالحه وتغلبت كفة الشر علي كفة الخير، ‬وانحني الفتي أمام إبليس منفذاً ‬خطته الجهنمية التي زرعها في أعماقه للتخلص من شقيقه، ‬حتي يغنم بزوجته انتظر أخاه بعد الانتهاء من عمله في المخبز انتظره في مكان مظلم داخل إحدي حجرات الفرن بعد انصراف العمال وانقض عليه بساطور وظل ينهال عليه به حتي تيقن من وفاته لم يتحرك قلبه الذي تحجر كالصخر وهو يسمع صرخات شقيقه ويستعطفه وينظر إليه نظرة الوداع وهو يتعجب ولا يصدق ما يري.. ‬مش معقول!!‬مش معقول.. ‬انت!.‬ حتي دمائه التي نزفت أنهاراً ‬لم تشفع لدي نفسه المريضة ولا عينيه التي أصابهما العمي.‬ وفي لحظة كان الشقيق الأكبر يلفظ أنفاسه الأخيرة تشبث في أخيه.. ‬امسك به محتضناً ‬إياه آخر أحضانه ربما أراد أن يذكره دون جدوي، ‬كيف كانت الحياة بينهما بالأحضان ونزع الأخ وهو ينازع سكرات الموت كم قميص أخيه القاتل وسقط علي الأرض و،هو مازال متشبثاً ‬ممسكاً ‬به وانصرف ومعه الشيطان دون وعي أو شعور فقد حقق جزءا من خطته، ‬وهو لا يعي أنه قد ترك الدليل المادي علي فعلته.. ‬كم قميصه الذي مازال في يد أخيه قابضاً ‬عليه.‬ وعاد إلي المنزل وكأن شيئاً ‬لم يحدث، ‬وقام بتغيير ملابسه، ‬وقد عاد إليه الأمل وقد تخلص من شقيقه وأن الطريق قد أصبح خالياً ‬له مع زوجة أخيه.‬ واكتشف الأب الجريمة في اليوم التالي وكاد أن يصاب بالجنون، ‬وما زاد من حزنه أنه محبوب من الجميع وليس له أعداء.‬ وبكي الابن الأصغر علي مصرع أخيه وكانت دموع التماسيح تعتيماً ‬علي فعلته الشنعاء.‬ واستبدت به البجاحة معلناً ‬أنه لن يترك القاتل وسيثأر منه وأنه لن يغمض له جفن قبل أن يتوصل إليه ويقتص منه، ‬وسيمثل به مهما كلفه ذلك من ثمن.‬ ونشطت المباحث وتوصلت بسهولة بعد العثور علي كم القميص بين أنأمل القتيل إلي الأخ القاتل الذي لم يستطع أن يبرر وجوده في قبضة يد أخيه وانهار واعترف بجريمته وروي صراعه مع الوهم وكيف أن نار الغيرة من شقيقه حرقت قلبه ونهشت فكره وحركت النيران بداخله، ‬وسرت في كل عروقه.‬ كان كلما رأي شقيقه باب ‬غرفة النوم مع زوجته تشتعل فيه النيران ويزداد لهيبها داخل نفسه السقيمة وقلبه المريض وفكره العليل.‬ وهداه تفكيره السقيم وخياله العقيم إلي التخلص منه بعد أن خيل له الشيطان أن تلك هي الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من الاستحواذ علي زوجته.‬ وأمام اعترافه وبشاعة فعلته وتدني فكرة حكمت محكمة الجنايات بإعدامه شنقاً.‬ كانت تلك الصورة التي وضعها الأب أمامي من واقع الأحداث التي عاصرها وعصرته، ‬وسطرت في أوراق القضية التي قدم صورة منها لي، ‬وطلب مني الدفاع عن ابنه القاتل وكان أهم ما استوقف نظري وهز مشاعري وسبح فيه خيالي أمرين.‬ أولهما: ‬أن قصة قابيل وهابيل تعيد نفسها من جديد بصورة عصرية وبشكل أكثر وحشية وبأسلوب أكبر تدنياً ‬وسقوطاً.. ‬كانت الخيانة في أبشع صورها.‬ وكدت أرفض الدعوي لولا تلك الدموع التي كانت تنساب بلا حساب من عيني الرجل وهو يتوسل إلي ويستعطفني حتي لا يفقد ابنه الثاني.‬ أما الأمر الثاني: ‬فقد أحسست به وأنا أتابع اعتراف الابن القاتل بين سطور القضية.. ‬أن الصورة قاتمة.. ‬صورة الدليل بالنسبة له، ‬بل صورته هو كابن مدلل ومتعلم.. ‬كانت أكثر أظلاماً ‬وهو يعترف بكل جرأة أنه قتل شقيقه من أجل حب زوجته حتي يزيحه من طريقه ويخلو له الجو معها.. ‬لقد هانت عليه روح شقيقه واستباح دمه في مقابل نزوة استبدت بفكره المريض وضميره الميت وأحاسيسه المتحجرة خصوصاً ‬أن تحريات المباحث قد أكدت استقامة الزوجة وأنه ما جال في فكر المتهم لم يكن إلا وهما وخيالاً ‬سبح فيه لا أساس له من الواقع والصحة.‬ ومع ذلك ووسط هذا الظلام الذي أحاط بالدليل وبظروف القضية من كل جوانبها ظهر لي بصيص من الأمل وأنا أطالع أسباب الحكم الذي قضي بإعدامه لعلي أجد فيها من الأسباب ما ينقضه أملاً ‬في إعادة محاكمته، ‬خصوصاً ‬أن الدفاع الذي حضر معه قد قصر دفاعه علي طلب استعمال الرأفة.‬ تبين لي من أسباب الحكم أنه لم يدلل استقلالاً ‬علي نية القتل وهو بذاته سبباً ‬كافياً ‬لنقض الحكم.‬ كما أن دفاع المتهم لم يكن علي قدر من الكفاية التي تطلبها القانون في هذا الخصوص.‬ وأوردت في أسباب الطعن أن جرائم القتل من الجرائم ذات القصد الخاص الذي يتعين أن يدلل عليه استقلالاً ‬في الحكم.. ‬ألا وهو نية القتل.. ‬وأنه يتعين لسلامة الحكم أن يدلل علي هذه النية استقلالاًوأن يورد من الأدلة أن المتهم عندما اعتدي علي المجني عليه لم يقف عند القصد العام.. ‬وهو قصد المساس بجسده وإنما تعداه ما هو أبعد من ذلك وهو القصد الخاص.. ‬أي قصد إزهاق روحه.‬ وأوردت أيضاً ‬كسبب آخر أن الدفاع الحاضر مع المتهم قد اكتفي بطلب استعمال الرأفة فحسب وهو دفاع قاصر لا يحقق الغاية التي تغياها المشرع الدستوري والإجرائي في أنه لابد أن يكون مع المتهم في جناية أمام محكمة الجنايات محام علي درجة من القيد لا تقل عن ابتدائي ليدافع عنه دفاعاً ‬جدياً ‬لا شكلياً ‬ينبئ أنه ألم بظروف الدعوي وملابساتها، ‬ويترافع مرافعة جدية لا شكلية، ‬نظراً ‬لما للاتهام بجناية من أمر له خطره وخطورته.. ‬وتلك الغاية والحكمة التي تطلبها المشرع الدستوري والإجرائي لا تؤتي ثمرتها ولا تتحقق ‬غايتها أمام تلك الكليمات القاصرات في محضر جلسة المحاكمة من أن الدفاع طلب استعمال الرأفة، ‬وأخذت محكمة النقض بهذه الأسباب وقضت بنقض الحكم أمام دائرة جديدة.‬ وأمام بكاء الأب وتوسلاته اهتز وجداني لصورة الأب الذي قتل ابنه علي يد الابن الآخر.‬ ولم أجد بدا ‬غير الاستجابة لرجائه الذي وصل إلي حد التوسلات وبدأت محاكمته من جديد أمام دائرة أخري.‬ ومنذ الوهلة الأولي التي اعتلت هيئة المحكمة المنصة رمقه المستشارون بأعينهم وهو قابع خلف القضبان وكأنهم ينظرون إلي الخسة والندالة ممثلة في صورته مشكلة في هيئته.‬ وتبين لي اشمئزاز أعضاء الدائرة من هيئته وشكله وصورته وبان لي ذلك أكثر وضوحاً ‬أثناء توجيه رئيس الدائرة الأسئلة إلي المتهم:‬ ـ أنت متهم بقتل شقيقك واعترفت في النيابة فتلعثم في الإجابة وعلا صوت رئيس المحكمة:‬ ـ لقد اعترفت بأنك قتلت طمعاً ‬في الزواج من زوجته فانهمر في البكاء ولم يحس أحد ببكائه.. ‬ولم يجد نحيبه طريقاً ‬إلي القلوب المستنكرة لفعلته وطلب رئيس الدائرة مني المرافعة، ‬فطلبت من الهيئة أن يتسع صدرها وتسمع أقوال والده.‬ وسمحت المحكمة للأب في أن يتحدث، ‬وتقدم إلي المنصة
    Anonymous
    ????
    زائر


    fg رد: لقاء......مع ابليس (الجزء الثانى)

    مُساهمة من طرف ???? الجمعة سبتمبر 18, 2009 11:55 am

    شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:44 pm