عام الحزن:
تعاقب المسرات والأحزان، وتتابع اليسر والعسر، سنة من سنن الحياة، والعام العاشر للنبوة وقد شهد فجره سعادة المسلمين ونبيهم -صلى الله عليه وسلم- بخروجهم من الشعب، ونقض صحيفة البغى التى خطتها قريش، ولم يلبث -هذا العام- أن دارت أيامه وتوالت، فأظهرت من الحوادث ما آلم النبى -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين جميعًا. أما أول هذه الحوادث فكان وفاة أبى طالب عم النبى -صلى الله عليه وسلم- ودرعه الذى يتقى به كيد قريش، وأما ثانيها: فكان وفاة السيدة خديجة -رضى الله عنها-، زوج رسول الله، وشريكة كفاحه، وراعية بيت النبوة. وكما كانت هاتان الحادثتان مصيبة رزء بها محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد كانتا أيضًا باب شر على من آمن معه؛ تجرأت قريش على المسلمين، حتى التجأ أبو بكر إلى الهجرة من مكة، وما رده إلا ابن الدغنة، إذ أدخله فى جواره، ونالت قريش من النبى -صلى الله عليه وسلم- ما لم تنله فى حياة أبى طالب، وبلغ فجورها أن يعترضه سفيه من سفهائها، فينثر التراب على رأسه، ويقول الكريم لابنته -وهى تغسله عنه وتبكى-: لا تبكى يا بنية، فإن الله مانعٌ أباك. ولتتابع هذه الأحزان سمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا العام بعام الحزن، وقد شهد شهر شوال من هذا العام زواج النبى بالسيدة سودة بنت زمعة، رضى الله عنها وأرضاها، ولعل هذا الزواج كان نسمة باردة طيبة فى قيظ العام العاشر للبعثة.
تعاقب المسرات والأحزان، وتتابع اليسر والعسر، سنة من سنن الحياة، والعام العاشر للنبوة وقد شهد فجره سعادة المسلمين ونبيهم -صلى الله عليه وسلم- بخروجهم من الشعب، ونقض صحيفة البغى التى خطتها قريش، ولم يلبث -هذا العام- أن دارت أيامه وتوالت، فأظهرت من الحوادث ما آلم النبى -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين جميعًا. أما أول هذه الحوادث فكان وفاة أبى طالب عم النبى -صلى الله عليه وسلم- ودرعه الذى يتقى به كيد قريش، وأما ثانيها: فكان وفاة السيدة خديجة -رضى الله عنها-، زوج رسول الله، وشريكة كفاحه، وراعية بيت النبوة. وكما كانت هاتان الحادثتان مصيبة رزء بها محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد كانتا أيضًا باب شر على من آمن معه؛ تجرأت قريش على المسلمين، حتى التجأ أبو بكر إلى الهجرة من مكة، وما رده إلا ابن الدغنة، إذ أدخله فى جواره، ونالت قريش من النبى -صلى الله عليه وسلم- ما لم تنله فى حياة أبى طالب، وبلغ فجورها أن يعترضه سفيه من سفهائها، فينثر التراب على رأسه، ويقول الكريم لابنته -وهى تغسله عنه وتبكى-: لا تبكى يا بنية، فإن الله مانعٌ أباك. ولتتابع هذه الأحزان سمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا العام بعام الحزن، وقد شهد شهر شوال من هذا العام زواج النبى بالسيدة سودة بنت زمعة، رضى الله عنها وأرضاها، ولعل هذا الزواج كان نسمة باردة طيبة فى قيظ العام العاشر للبعثة.