عفواً .. لقد نفذ رصيدكم!!!
عبارة تسمعها كثيراً عندما تهم بطلب رقماً ما ثم تكتشف أنك نسيت أن تقوم بشحن وزيادة رصيدك فى هاتفك المحمول ..... وقد تكن فى يوم من الأيام لديك رصيد كبير فأنت مطمئن أنه يمكنك إجراء المكالمات بأمان حتى وإن دخلت فى فترة السماح فسيمكنك على الأقل إرسال رسائل قصيرة إعتماداً على وجود رصيد سابق لديك .
هل سمعت عن أحدا! يطلب وليس لديه رصيد؟ الإجابة بالطبع لا..
أهم ما فى تلك المقدمة أننا نمر بها جميعا ونعرفها جيداً . لذا سندلف على الموضوع سريعا...
لدى لك سؤال
هل لديك رصيد عند الله فتطلب ما تشاء ؟
إنه الرصيد .... إنك تطلب من الله وأنت تعلم أنه يملك مقاليد كل شيء ، ولكن هل نظرت للأمر من تلك الزاوية ؟ وهل سألت نفسك يوماً هل لدى رصيد عند الله أم لا؟ وهل رصيدك يكفيك أم لا؟
كلنا يعلم قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار والتي حكاها النبي صلى الله عليه وسلم
"عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا
لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة
غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون "
ترى ... هل لو كنت أنت رابع هؤلاء الثلاثة وكان خروجهم من الغار متوقف على دعوة واحدة منك وتوسل إلى الله بعمل صالح فعلته ابتغاء وجهه أكان لديك ما تدعو به فينجيك الله بسببه؟
أتدرى لماذا قال المصطفى
" كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون "
ذلك لأن هؤلاء آثروا رضا الله على شهواتهم واختاروا الله فلهذا قال الله فيهم
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
فانقلبت سيئاتهم بعظم حجمها وكبرها إلى أرصدة من الحسنات كثيرة ... أرأيت وسائل زيادة الأرصدة .. إلا من تاب ثم آمن ثم عمل صالحاًً ...
أرأيت سحرة فرعون ؟ إنهم قوماً كانوا فى يوماً واحد على ثلاثة أحوال . ففي أول اليوم كانوا كفرة بطبيعتهم ، وعندما جمعهم فرعون ليناظروا نبي الله موسى باعتباره ساحر مثلهم ثم رموا عصيهم
"فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ"
ثم أوحى الله لنبيه
"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ "
ترى ماذا فعلوا بعد أن رأوا آيات الله وهم أعلم الناس أن هذا ليس بسحر ؟
"وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ "
وهذا هو الحال الثانى لهم ولما رأى فرعون هذا توعدهم بالقتل والصلب فكان ردهم أن قالوا
" إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"
فقتلهم فرعون فكانوا من الشهداء .. سبحان الله !! أرأيت أن القرار الشجاع الذي اتخذوه وهو التوبة إلى الله جعلت لهم من الرصيد ما إن جعلهم شهداء !! وما أدراك ما الشهيد .
إنك قد ترى حولك من قد يصلى ويسرق أو يصلى ويزنى أو أو ، والله يقول
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
ولكن أي صلاة هى التى تنهى ؟ أهي الصلاة التى لا روح فيها ولا خشوع ولا حضور قلب ولا إدراك لمعنى الوقوف بين يدى الله ؟؟ لا والله .
إنها الصلاة التى قال عنها المصطفى
"" جعلت قرة عينى فى الصلاة""
الصلاة التى تدخلها بعد أن تكون قد خرجت من دنيتك ومشاكلك وأعباءك .
فتلك هى التى تزيد من رصيدك وبالتالى هى التى تنهاك عن الفحشاء . وصدقنى إن لم تنهك اليوم فستنهاك غداً أو بعد غد أو حتى بعد عام ... المهم ستنهاك .
يعيش بعض الناس ولا هم لهم إلا جمع المال وأرصدة البنوك ويموتون فتؤول لغيرهم ويذهب كل ذلك
فى الهواء ولكن
"مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ"
الرصيد الذى لا يزول هو دعوة خير دعوت بها لوجه الله وكلمة طيبة تفوهت به لله وصدقة أخرجتها وانت تسأل الله أن يتقبلها منك وكلك إخلاص ومع ذلك تخشى أن لا يتقبلها
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
أوا تدرى ماذا يجرى فى القبر .... لا تخف !!! فكما أن بالقبر عذاب فإن به نعيم وأن المؤمن سيصبح قبره روضة من رياض الجنة ( نسأل الله ان تكون قبورنا هكذا) ولكن إنتبه ...
إنك تعلم تمام العلم أن ما من عبد مسلم إلا وسيسأل فى القبر عن ثلاث
{ من ربك , ما دينك , من نبيك }
هنا فقط ستعلم هل لك عند الله رصيد أم لا ..
من الناس إن سئل عنهم فى الدنيا لأجاب ، ولكن ماذا وإن كنت لا تعمل فى الدنيا لدين الله ولا تظم شعائره وتجتنب نواهيه وتمتثل لأوامره ؟ وماذا إن كنت لا تعلم شيئا عن سنة المبعوث رحمة للعالمين ؟ هنا فقط ستعلم أنه قد نفذ رصيدكم!!!!
هل شحنت ليوم وقوفك القبر رصيداً من الحسنات , هل أنت ممن ستحقون أن يثبتهم الله عند السؤال , وما هي أماراتك , أما تخاف حينما
تسأل من ربك فتقول
ها .... ها .... ها
ويسألك الملكان من نبيك فتقول
ها .... ها .... ها
ويسألك الملكان ما دينك فتقول
ها .... ها .... ها
إن سر تلك التهتهة تعني
جملة واحدة
{عفواً لقد نفذ رصيدكم }
إنك حين تذهب لامتحان تذاكر له جيداً , وتستعد للأسئلة , أما تستحق تلك الأسئلة الثلاث أن تذاكر لها وتحضر لها .
و إلا ستندم حينها أشد الندم , إن عذاب القبر شديد .
هذا إن كنت من التعساء.
أما السعداء فها هم
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
أى ان السعادة فى الدنيا وفى الأخرة ولاحظ أن الرصيد سيضاعف بفضل الله فى الآخرة خذ هذه أيضا
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ
قال عنها العلماء أن الثبات والأمر بالمعروف والكلمة الطيبة و عند الإحتضار فى القدرة على النطق بالشهادة وفى الأخرة فى القبر. .
انك ستجيب بكل طلاقة حينما يسألونك الملكان .
من ربك ؟
فتقول { ربي الله }
ما دينك ؟
فتقول { ديني الإسلام }
من نبيك ؟
فتقول { محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم }
هذا لو كان عندك رصيد للإجابة .
أخي و حبيبي فى الله ... من اليوم . بل من الآن اجعل كل لحظة تمر عليك لله وفى الله ولا تظن أن هذا الأمر صعب ، واعمل بنية وتفانى فى زيادة أرصدتك عند الله حتى لا يقال لك :عفوا .. لقد نفذ رصيدكم أو على الأقل ... الحالى لا يكفى لإتمام تلك المكالمة.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
عبارة تسمعها كثيراً عندما تهم بطلب رقماً ما ثم تكتشف أنك نسيت أن تقوم بشحن وزيادة رصيدك فى هاتفك المحمول ..... وقد تكن فى يوم من الأيام لديك رصيد كبير فأنت مطمئن أنه يمكنك إجراء المكالمات بأمان حتى وإن دخلت فى فترة السماح فسيمكنك على الأقل إرسال رسائل قصيرة إعتماداً على وجود رصيد سابق لديك .
هل سمعت عن أحدا! يطلب وليس لديه رصيد؟ الإجابة بالطبع لا..
أهم ما فى تلك المقدمة أننا نمر بها جميعا ونعرفها جيداً . لذا سندلف على الموضوع سريعا...
لدى لك سؤال
هل لديك رصيد عند الله فتطلب ما تشاء ؟
إنه الرصيد .... إنك تطلب من الله وأنت تعلم أنه يملك مقاليد كل شيء ، ولكن هل نظرت للأمر من تلك الزاوية ؟ وهل سألت نفسك يوماً هل لدى رصيد عند الله أم لا؟ وهل رصيدك يكفيك أم لا؟
كلنا يعلم قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار والتي حكاها النبي صلى الله عليه وسلم
"عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا
لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فراودتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة
غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون "
ترى ... هل لو كنت أنت رابع هؤلاء الثلاثة وكان خروجهم من الغار متوقف على دعوة واحدة منك وتوسل إلى الله بعمل صالح فعلته ابتغاء وجهه أكان لديك ما تدعو به فينجيك الله بسببه؟
أتدرى لماذا قال المصطفى
" كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون "
ذلك لأن هؤلاء آثروا رضا الله على شهواتهم واختاروا الله فلهذا قال الله فيهم
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
فانقلبت سيئاتهم بعظم حجمها وكبرها إلى أرصدة من الحسنات كثيرة ... أرأيت وسائل زيادة الأرصدة .. إلا من تاب ثم آمن ثم عمل صالحاًً ...
أرأيت سحرة فرعون ؟ إنهم قوماً كانوا فى يوماً واحد على ثلاثة أحوال . ففي أول اليوم كانوا كفرة بطبيعتهم ، وعندما جمعهم فرعون ليناظروا نبي الله موسى باعتباره ساحر مثلهم ثم رموا عصيهم
"فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ"
ثم أوحى الله لنبيه
"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ "
ترى ماذا فعلوا بعد أن رأوا آيات الله وهم أعلم الناس أن هذا ليس بسحر ؟
"وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ "
وهذا هو الحال الثانى لهم ولما رأى فرعون هذا توعدهم بالقتل والصلب فكان ردهم أن قالوا
" إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"
فقتلهم فرعون فكانوا من الشهداء .. سبحان الله !! أرأيت أن القرار الشجاع الذي اتخذوه وهو التوبة إلى الله جعلت لهم من الرصيد ما إن جعلهم شهداء !! وما أدراك ما الشهيد .
إنك قد ترى حولك من قد يصلى ويسرق أو يصلى ويزنى أو أو ، والله يقول
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
ولكن أي صلاة هى التى تنهى ؟ أهي الصلاة التى لا روح فيها ولا خشوع ولا حضور قلب ولا إدراك لمعنى الوقوف بين يدى الله ؟؟ لا والله .
إنها الصلاة التى قال عنها المصطفى
"" جعلت قرة عينى فى الصلاة""
الصلاة التى تدخلها بعد أن تكون قد خرجت من دنيتك ومشاكلك وأعباءك .
فتلك هى التى تزيد من رصيدك وبالتالى هى التى تنهاك عن الفحشاء . وصدقنى إن لم تنهك اليوم فستنهاك غداً أو بعد غد أو حتى بعد عام ... المهم ستنهاك .
يعيش بعض الناس ولا هم لهم إلا جمع المال وأرصدة البنوك ويموتون فتؤول لغيرهم ويذهب كل ذلك
فى الهواء ولكن
"مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ"
الرصيد الذى لا يزول هو دعوة خير دعوت بها لوجه الله وكلمة طيبة تفوهت به لله وصدقة أخرجتها وانت تسأل الله أن يتقبلها منك وكلك إخلاص ومع ذلك تخشى أن لا يتقبلها
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
أوا تدرى ماذا يجرى فى القبر .... لا تخف !!! فكما أن بالقبر عذاب فإن به نعيم وأن المؤمن سيصبح قبره روضة من رياض الجنة ( نسأل الله ان تكون قبورنا هكذا) ولكن إنتبه ...
إنك تعلم تمام العلم أن ما من عبد مسلم إلا وسيسأل فى القبر عن ثلاث
{ من ربك , ما دينك , من نبيك }
هنا فقط ستعلم هل لك عند الله رصيد أم لا ..
من الناس إن سئل عنهم فى الدنيا لأجاب ، ولكن ماذا وإن كنت لا تعمل فى الدنيا لدين الله ولا تظم شعائره وتجتنب نواهيه وتمتثل لأوامره ؟ وماذا إن كنت لا تعلم شيئا عن سنة المبعوث رحمة للعالمين ؟ هنا فقط ستعلم أنه قد نفذ رصيدكم!!!!
هل شحنت ليوم وقوفك القبر رصيداً من الحسنات , هل أنت ممن ستحقون أن يثبتهم الله عند السؤال , وما هي أماراتك , أما تخاف حينما
تسأل من ربك فتقول
ها .... ها .... ها
ويسألك الملكان من نبيك فتقول
ها .... ها .... ها
ويسألك الملكان ما دينك فتقول
ها .... ها .... ها
إن سر تلك التهتهة تعني
جملة واحدة
{عفواً لقد نفذ رصيدكم }
إنك حين تذهب لامتحان تذاكر له جيداً , وتستعد للأسئلة , أما تستحق تلك الأسئلة الثلاث أن تذاكر لها وتحضر لها .
و إلا ستندم حينها أشد الندم , إن عذاب القبر شديد .
هذا إن كنت من التعساء.
أما السعداء فها هم
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
أى ان السعادة فى الدنيا وفى الأخرة ولاحظ أن الرصيد سيضاعف بفضل الله فى الآخرة خذ هذه أيضا
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ
قال عنها العلماء أن الثبات والأمر بالمعروف والكلمة الطيبة و عند الإحتضار فى القدرة على النطق بالشهادة وفى الأخرة فى القبر. .
انك ستجيب بكل طلاقة حينما يسألونك الملكان .
من ربك ؟
فتقول { ربي الله }
ما دينك ؟
فتقول { ديني الإسلام }
من نبيك ؟
فتقول { محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم }
هذا لو كان عندك رصيد للإجابة .
أخي و حبيبي فى الله ... من اليوم . بل من الآن اجعل كل لحظة تمر عليك لله وفى الله ولا تظن أن هذا الأمر صعب ، واعمل بنية وتفانى فى زيادة أرصدتك عند الله حتى لا يقال لك :عفوا .. لقد نفذ رصيدكم أو على الأقل ... الحالى لا يكفى لإتمام تلك المكالمة.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك