كشفت الصحف الألمانية عن ملابسات مريبة سبقت اللحظات الأخيرة للصيدلانية المصرية مروة الشربيني التي طعنها شاب متطرف 18 طعنة أودت بحياتها داخل محكمة دريسدن بولاية سكسونيا في الأسبوع الماضي، لسبب قيل إنه يتعلق بارتدائها الحجاب.
في حين قررت السلطات المصرية الأربعاء 8-7-2009 إيفاد محامٍ لمتابعة التحقيقات،وكلف النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، المحامي العام الأول لنيابات الاسكندرية بالسفر إلى برلين لمتابعة التحقيقات في الحادث دون المشاركة فيها؛ لأن القانون الألماني يمنع مشاركة جهة أجنبية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة المصرية هناك.
شحوب وجه مروة ودموعها
وذكرت صحيفة "دريسدن مورجن بوست" التي تصدر في مدينة دريسدن أن الجاني اليكس سبق أن صرخ في وجه مروة في الجلسة الأولى عام 2008 قائلاً: "أنت لا تستحقين الحياة".
واتفقت صحيفة "هامبورغ آبيتد يلات" مع هذه الرواية، وقالت إن اليكس بدا في الجلسة السابقة متعنتاً جداً، رغم مظهره "المهذب".
وذكر موقع "فيلت أون لاين" أن مروة جاءت إلى قاعة المحكمة في يوم الحادث في وقت مبكر، وكانت تتأبط ملفاً به أوراق، وبدا وجهها شاحباً، ثم امتلأت عيناها بالدموع، وعندما سألها أحد الصحافيين الألمان عن سر مظهرها، فأجابت بصوت خافت "إن الجو مريب".
كما تبينت معلومات جديدة حول ملابسات إطلاق النار من قبل ضابط شرطة ألماني على زوج مروة، فيما كان يحاول إنقاذها.
وذكر موقع "شبيغل أون لاين" أن الضابط الذي أطلق الرصاص على الزوج كان يقف خارج المحكمة، ولم يكن يحمل سلاحاً، وكان السلاح في حوزة ضابط آخر داخل قاعة المحكمة من المفترض أنه كان أحد شهود القضية، فاندفع الضابط الأول نحوه قائلاً: "أعطني سلاحك بسرعة, هناك بلطجي في القاعة، ثم سمع دوي الرصاص".
ايفاد المحامي الأول بنيابات الاسكندرية
وفي القاهرة أكد بيان رسمي صادر عن مكتب النائب العام المصري "أن المستشار عبدالمجيد محمود اتصل بالنائب العام في ولاية سكسونيا بألمانيا، وأخبره بأن النيابة العامة في مصر ترغب في إرسال أحد أعضائها لمتابعة إجراءات التحقيق في الحادث الذي تجريه السلطات القضائية الألمانية، وحضور جلسات محاكمة المتهم الالماني إن أمكن".
وبناء على ذلك وموافقة النائب العام الألماني، تقرر إيفاد المحامي العام الأول لنيابات الإسكندرية للسفر لألمانيا لمتابعة التحقيقات، وإخطار النائب العام بما يجري بشأنها.
وذكر البيان أن النائب العام الألماني أكد للمستشار محمود خلال اتصالهما "أن أعضاء النيابة العامة في ولاية سكسونيا سيبذلون قصارى جهدهم، وأن حق المواطنة المصرية الضحية مروة لن يضيع".
وأضاف "أن ممثل النائب العام المصري سيتم إحاطته خلال فترة تواجده بألمانيا بكل التفاصيل الخاصة بالتحقيقات التي تجريها السلطات القضائية الألمانية, ما يعني عدم حضوره التحقيقات".
وكان السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قد أكد "أن النيابة العامة في ولاية سكسونيا وجهت للمواطن الألماني المعتدي على مروة تهمة القتل العمد وطالبت بتوقيع أقصى عقوبة عليه وهي السجن مدى الحياة دون منح حق العفو".
تصاعدت الانتقادات إزاء التجاهل والتعتيم اللذين فرضهما الإعلام الألماني على جريمة قتل مروة الشربيني في مدينة دريسدن على يد ألماني متطرف.
واهتم الإعلام بالجريمة كقضية جنائية في البداية، ولكن بعد ظهور البعد السياسي والديني للقضية عمد إلى تجنبها وسط مخاوف من تأثيرات القضية على أوضاع الجالية الإسلامية في ألمانيا، والعلاقات بين مصر وألمانيا.
وقد ثارت ردود فعل غاضبة على كل المستويات الشعبية والرسمية؛ مظاهرات إحتجاج وغضب عمت شوارع الإسكندرية وبرلين ودريسدن، حيث عُقد لقاءُ شارك فيه رئيس وزراء الولاية وقائد الشرطة وأمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا وسفير مصر، بل وحتى رئيس المجلس المركزي لليهود، وأدانوا جميعهم الجريمة، وإن طالبوا في نفس الوقت بالتعقل وعدم إتاحة الفرصة لمشاعر الغضب.
أسئلة متراكمة كثيرة تثيرها الجريمة: كيف تمكن الألماني، حتى ولو كان من أصل روسي، أن يُهرب سكينا إلى قاعة المحكمة؟ كيف يطلق حارس المحكمة النار على الزوج وليس على القاتل، هل لأنه عربي الشكل؟ أسئلة تطرح نفسها على السياسة في بلد تسود في بعضّ دوائره مشاعرُ عداء واضح للمسلمين، وتدعو بإلحاح إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للحد منها.
انتقادات حادة للإعلام الألماني
وقد أثارت واقعة قتل الصيدلانية المصرية مروة، 32 عاما، على يد متطرف ألماني داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا الأربعاء الماضي حالة من الصدمة والغضب، كما أنها وحدت بين يهود ومسلمي ألمانيا في توجيه النقد لرد الفعل المقتضب" من قبل الساسة ووسائل الإعلام في ألمانيا على الحادث.
وإلى ذلك، ستبحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحادثة مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعهما في إيطاليا على هامش قمة الثماني، نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد فترة من الانتقادات التي وجهت إلى طريقة تعامل الحكومة الألمانية مع القضية أرجعت برلين تحفظها الملحوظ وعدم صدور بيان سياسي واف عن القضية إلى "عدم وضوح ملابسات الواقعة بشكل كامل" وفقا لتصريحات أدلى بها توماس شتيج نائب المتحدث باسم الحكومة الذي أكد أن الواقعة "لمست مشاعر المستشارة أنجيلا ميركل" بشكل قوي، حسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
وأكدت برلين أدانتها الشديدة للواقعة إذا أثبتت التحقيقات أن هناك خلفية عنصرية في الأمر.
وأعلن أمينا مجلسي المسلمين واليهود في ألمانيا عن رغبتهما في زيارة الدكتور علوي عكاز زوج مروة الذي يرقد في المستشفى بعد تلقيه طعنات من الجاني أثناء محاولته إنقاذ زوجته في قاعة المحكمة بالإضافة إلى تلقيه رصاصة طائشة من أحد رجال الأمن داخل القاعة بطريق الخطأ.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة حدة لهجة النقد الموجهة لبعض وسائل الإعلام الألمانية بسبب التغطية غير الوافية للواقعة، لا سيما أن الإعلام الألماني يتعامل باهتمام بالغ مع كل ما يمس المواطن الألماني خارج بلاده، ولعل واقعة الشاب الألماني ماركو فايس الذي احتجز في تركيا بعد اتهام فتاة بريطانية قاصر له بالتحرش بها أبرز دليل على ذلك، حيث تصدرت صور وأخبار ماركو وقتها جميع وسائل الإعلام كما كانت موضوع جدل سياسي واسع النطاق لدرجة أن بعض الساسة الألمان رأوا فيها تعزيزا لموقفهم الرافض لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
ووجد اسم مروة التي طعنها المتهم 18 طعنة في غضون 30 ثانية داخل قاعة المحكمة، بشدة في مواقع الإنترنت ومن أبرزها موقع "فيس بوك" الشهير للتواصل الاجتماعي، حيث تم تخصيص صفحات لنعي مروة التي وصفت في مصر بأنها "شهيدة الحجاب".
ولم يقتصر الاهتمام على الصفحات العربية فحسب، بل إن صفحة "المسلمون الناطقون بالألمانية" على الـموقع الاجتماعي دعت زوارها إلى الترحم على مروة ودعت إلى الاهتمام بالقضية بشكل لا يقل عن الاهتمام الواسع من قبل رواد الموقع بوفاة نجم البوب الأميركي مايكل جاكسون قبل أكثر من أسبوع.
ولعل مروة لم تكن تدرك أن خلافا حول أرجوحة الأطفال في أحد المتنزهات الألمانية مع شاب ألماني روسي يدعى ألكساندر، 28 عاما، سينتهي بهذه الطريقة المأساوية.
ويخشى المحللون الألمان من استغلال هذه الواقعة من قبل بعض الجهات الأصولية في نشر الكراهية ضد ألمانيا، لا سيما أن بعض هذه الجهات دعت على شبكة الإنترنت إلى القصاص، واتهمت السلطات الألمانية بالتقصير، كما أن جنازة مروة في مسقط رأسها بالإسكندرية الاثنين الماضي شهدت ترديد بعض العبارات ضد ألمانيا.
وتأتي هذه "الدعاوى التحريضية" ضد ألمانيا بعد فترة قليلة من تحذير السلطات الأمنية الألمانية من إمكانية شن هجمات على البلاد قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر لها خريف هذا العام. ولكن بعض الأصوات المعتدلة في العالم العربي حاولت التأكيد على أن ما حدث في ألمانيا التي تشير آخر الإحصاءات إلى أن نحو 4 ملايين مسلم يعيشون بها، "حالة فردية"، مشيرين إلى أن القضاء الألماني حكم بتغريم الجاني في واقعة سبه للضحية قبل أن يلجأ المتهم إلى الاستئناف ويقوم بفعلته أثناء الجلسة، حيث أقدم على طعن الضحية الحامل في شهرها الثالث أمام عيون ابنها 3 أعوام.
وفتحت هذه الواقعة من جديد باب النقاش أمام حقوق المسلمين في الغرب، حيث طالب شيخ الجامع الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي باتخاذ موقف من التصعيد ضد الأجانب المقيمين في أوروبا بمن فيهم المسلمون.
وجاء الحادث بعد أيام قليلة من "مؤتمر الإسلام" الذي يعمل منذ عام 2006 على تحسين سبل اندماج المسلمين في المجتمع الألماني بشكل أفضل، خاصة أنهم صاروا يشكلون جزءا لا يستهان به من المجتمع الألماني.
الله يرحمها ويرحم امواتنا المسلمين
ادعوا لشهيدة الحجاب
في حين قررت السلطات المصرية الأربعاء 8-7-2009 إيفاد محامٍ لمتابعة التحقيقات،وكلف النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، المحامي العام الأول لنيابات الاسكندرية بالسفر إلى برلين لمتابعة التحقيقات في الحادث دون المشاركة فيها؛ لأن القانون الألماني يمنع مشاركة جهة أجنبية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية والسفارة المصرية هناك.
شحوب وجه مروة ودموعها
وذكرت صحيفة "دريسدن مورجن بوست" التي تصدر في مدينة دريسدن أن الجاني اليكس سبق أن صرخ في وجه مروة في الجلسة الأولى عام 2008 قائلاً: "أنت لا تستحقين الحياة".
واتفقت صحيفة "هامبورغ آبيتد يلات" مع هذه الرواية، وقالت إن اليكس بدا في الجلسة السابقة متعنتاً جداً، رغم مظهره "المهذب".
وذكر موقع "فيلت أون لاين" أن مروة جاءت إلى قاعة المحكمة في يوم الحادث في وقت مبكر، وكانت تتأبط ملفاً به أوراق، وبدا وجهها شاحباً، ثم امتلأت عيناها بالدموع، وعندما سألها أحد الصحافيين الألمان عن سر مظهرها، فأجابت بصوت خافت "إن الجو مريب".
كما تبينت معلومات جديدة حول ملابسات إطلاق النار من قبل ضابط شرطة ألماني على زوج مروة، فيما كان يحاول إنقاذها.
وذكر موقع "شبيغل أون لاين" أن الضابط الذي أطلق الرصاص على الزوج كان يقف خارج المحكمة، ولم يكن يحمل سلاحاً، وكان السلاح في حوزة ضابط آخر داخل قاعة المحكمة من المفترض أنه كان أحد شهود القضية، فاندفع الضابط الأول نحوه قائلاً: "أعطني سلاحك بسرعة, هناك بلطجي في القاعة، ثم سمع دوي الرصاص".
ايفاد المحامي الأول بنيابات الاسكندرية
وفي القاهرة أكد بيان رسمي صادر عن مكتب النائب العام المصري "أن المستشار عبدالمجيد محمود اتصل بالنائب العام في ولاية سكسونيا بألمانيا، وأخبره بأن النيابة العامة في مصر ترغب في إرسال أحد أعضائها لمتابعة إجراءات التحقيق في الحادث الذي تجريه السلطات القضائية الألمانية، وحضور جلسات محاكمة المتهم الالماني إن أمكن".
وبناء على ذلك وموافقة النائب العام الألماني، تقرر إيفاد المحامي العام الأول لنيابات الإسكندرية للسفر لألمانيا لمتابعة التحقيقات، وإخطار النائب العام بما يجري بشأنها.
وذكر البيان أن النائب العام الألماني أكد للمستشار محمود خلال اتصالهما "أن أعضاء النيابة العامة في ولاية سكسونيا سيبذلون قصارى جهدهم، وأن حق المواطنة المصرية الضحية مروة لن يضيع".
وأضاف "أن ممثل النائب العام المصري سيتم إحاطته خلال فترة تواجده بألمانيا بكل التفاصيل الخاصة بالتحقيقات التي تجريها السلطات القضائية الألمانية, ما يعني عدم حضوره التحقيقات".
وكان السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قد أكد "أن النيابة العامة في ولاية سكسونيا وجهت للمواطن الألماني المعتدي على مروة تهمة القتل العمد وطالبت بتوقيع أقصى عقوبة عليه وهي السجن مدى الحياة دون منح حق العفو".
تصاعدت الانتقادات إزاء التجاهل والتعتيم اللذين فرضهما الإعلام الألماني على جريمة قتل مروة الشربيني في مدينة دريسدن على يد ألماني متطرف.
واهتم الإعلام بالجريمة كقضية جنائية في البداية، ولكن بعد ظهور البعد السياسي والديني للقضية عمد إلى تجنبها وسط مخاوف من تأثيرات القضية على أوضاع الجالية الإسلامية في ألمانيا، والعلاقات بين مصر وألمانيا.
وقد ثارت ردود فعل غاضبة على كل المستويات الشعبية والرسمية؛ مظاهرات إحتجاج وغضب عمت شوارع الإسكندرية وبرلين ودريسدن، حيث عُقد لقاءُ شارك فيه رئيس وزراء الولاية وقائد الشرطة وأمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا وسفير مصر، بل وحتى رئيس المجلس المركزي لليهود، وأدانوا جميعهم الجريمة، وإن طالبوا في نفس الوقت بالتعقل وعدم إتاحة الفرصة لمشاعر الغضب.
أسئلة متراكمة كثيرة تثيرها الجريمة: كيف تمكن الألماني، حتى ولو كان من أصل روسي، أن يُهرب سكينا إلى قاعة المحكمة؟ كيف يطلق حارس المحكمة النار على الزوج وليس على القاتل، هل لأنه عربي الشكل؟ أسئلة تطرح نفسها على السياسة في بلد تسود في بعضّ دوائره مشاعرُ عداء واضح للمسلمين، وتدعو بإلحاح إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للحد منها.
انتقادات حادة للإعلام الألماني
وقد أثارت واقعة قتل الصيدلانية المصرية مروة، 32 عاما، على يد متطرف ألماني داخل قاعة محكمة في مدينة دريسدن شرقي ألمانيا الأربعاء الماضي حالة من الصدمة والغضب، كما أنها وحدت بين يهود ومسلمي ألمانيا في توجيه النقد لرد الفعل المقتضب" من قبل الساسة ووسائل الإعلام في ألمانيا على الحادث.
وإلى ذلك، ستبحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحادثة مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعهما في إيطاليا على هامش قمة الثماني، نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد فترة من الانتقادات التي وجهت إلى طريقة تعامل الحكومة الألمانية مع القضية أرجعت برلين تحفظها الملحوظ وعدم صدور بيان سياسي واف عن القضية إلى "عدم وضوح ملابسات الواقعة بشكل كامل" وفقا لتصريحات أدلى بها توماس شتيج نائب المتحدث باسم الحكومة الذي أكد أن الواقعة "لمست مشاعر المستشارة أنجيلا ميركل" بشكل قوي، حسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
وأكدت برلين أدانتها الشديدة للواقعة إذا أثبتت التحقيقات أن هناك خلفية عنصرية في الأمر.
وأعلن أمينا مجلسي المسلمين واليهود في ألمانيا عن رغبتهما في زيارة الدكتور علوي عكاز زوج مروة الذي يرقد في المستشفى بعد تلقيه طعنات من الجاني أثناء محاولته إنقاذ زوجته في قاعة المحكمة بالإضافة إلى تلقيه رصاصة طائشة من أحد رجال الأمن داخل القاعة بطريق الخطأ.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة حدة لهجة النقد الموجهة لبعض وسائل الإعلام الألمانية بسبب التغطية غير الوافية للواقعة، لا سيما أن الإعلام الألماني يتعامل باهتمام بالغ مع كل ما يمس المواطن الألماني خارج بلاده، ولعل واقعة الشاب الألماني ماركو فايس الذي احتجز في تركيا بعد اتهام فتاة بريطانية قاصر له بالتحرش بها أبرز دليل على ذلك، حيث تصدرت صور وأخبار ماركو وقتها جميع وسائل الإعلام كما كانت موضوع جدل سياسي واسع النطاق لدرجة أن بعض الساسة الألمان رأوا فيها تعزيزا لموقفهم الرافض لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
ووجد اسم مروة التي طعنها المتهم 18 طعنة في غضون 30 ثانية داخل قاعة المحكمة، بشدة في مواقع الإنترنت ومن أبرزها موقع "فيس بوك" الشهير للتواصل الاجتماعي، حيث تم تخصيص صفحات لنعي مروة التي وصفت في مصر بأنها "شهيدة الحجاب".
ولم يقتصر الاهتمام على الصفحات العربية فحسب، بل إن صفحة "المسلمون الناطقون بالألمانية" على الـموقع الاجتماعي دعت زوارها إلى الترحم على مروة ودعت إلى الاهتمام بالقضية بشكل لا يقل عن الاهتمام الواسع من قبل رواد الموقع بوفاة نجم البوب الأميركي مايكل جاكسون قبل أكثر من أسبوع.
ولعل مروة لم تكن تدرك أن خلافا حول أرجوحة الأطفال في أحد المتنزهات الألمانية مع شاب ألماني روسي يدعى ألكساندر، 28 عاما، سينتهي بهذه الطريقة المأساوية.
ويخشى المحللون الألمان من استغلال هذه الواقعة من قبل بعض الجهات الأصولية في نشر الكراهية ضد ألمانيا، لا سيما أن بعض هذه الجهات دعت على شبكة الإنترنت إلى القصاص، واتهمت السلطات الألمانية بالتقصير، كما أن جنازة مروة في مسقط رأسها بالإسكندرية الاثنين الماضي شهدت ترديد بعض العبارات ضد ألمانيا.
وتأتي هذه "الدعاوى التحريضية" ضد ألمانيا بعد فترة قليلة من تحذير السلطات الأمنية الألمانية من إمكانية شن هجمات على البلاد قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر لها خريف هذا العام. ولكن بعض الأصوات المعتدلة في العالم العربي حاولت التأكيد على أن ما حدث في ألمانيا التي تشير آخر الإحصاءات إلى أن نحو 4 ملايين مسلم يعيشون بها، "حالة فردية"، مشيرين إلى أن القضاء الألماني حكم بتغريم الجاني في واقعة سبه للضحية قبل أن يلجأ المتهم إلى الاستئناف ويقوم بفعلته أثناء الجلسة، حيث أقدم على طعن الضحية الحامل في شهرها الثالث أمام عيون ابنها 3 أعوام.
وفتحت هذه الواقعة من جديد باب النقاش أمام حقوق المسلمين في الغرب، حيث طالب شيخ الجامع الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي باتخاذ موقف من التصعيد ضد الأجانب المقيمين في أوروبا بمن فيهم المسلمون.
وجاء الحادث بعد أيام قليلة من "مؤتمر الإسلام" الذي يعمل منذ عام 2006 على تحسين سبل اندماج المسلمين في المجتمع الألماني بشكل أفضل، خاصة أنهم صاروا يشكلون جزءا لا يستهان به من المجتمع الألماني.
الله يرحمها ويرحم امواتنا المسلمين
ادعوا لشهيدة الحجاب