نتحدث في البداية عن قمة الحب الأبوي وعظمته الذي يتمثل في حب سيدنا يعقوب، عليه السلام، لابنه: سيدنا يوسف، عليه السلام، الحب الذي يفوق كل تقدير.. قال الله، جل وعلا: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٹ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}، [يوسف: 8]. لقد كانت محبته إياه تجعله لا يتركه حتى أن يذهب مع إخوته.. وليس هناك ما نستنبط منه العاطفة الجياشة في نفسه مثل هذه الآية:{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يٹأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}، [يوسف: 84]...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- ولّد هذا الحب الكراهية في أبنائه اتجاه سيدنا يوسف، عليه السلام، مما أدّى بهم في التفكير في مكيدة لقتله.. وانتهت المكيدة بإلقائه في البئر...
- ولّد هذا الحب الحزن في نفس سيدنا يعقوب، عليه السلام، رغم أنه كان من الكاظمين الغيظ؛ أي:تـجرُّعُه واحتمال سببه والصبر علـيه.
نمر إلى قصة امرأة العزيز، وسيدنا يوسف، عليه السلام، وهي القصة التي تمثل نوعا من الحب الذي بدأ بالبوح بالمحبة، وتوسط بالأمر لفعل الفاحشة، وتلا الأمر التهمة والإدانة، فتحركت دوافع الانتقام فزجت به في السجن سنينا طويلة، وانتهت بالاعتراف بالحق وتبرئة سيدنا يوسف، عليه السلام...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- ألبسته تهمة إرادة السوء بزوجة الملك.
- شاع الخبر فولد في نفسها الانتقام.
- زجت به في السجن سنينا طويلة.
ونمر إلى قصة وضاح اليمن وأم البنين التي كانت زوجة الوليد بن عبد الملك وعشقت هذا الشاعر.. وذاع خبرهما.. فأصابها مرض الجذام وأبعدت عن بلدها.. إلا أن الشاعر لم يتخل عنها.. فتطورت علاقة الحب.. فكان مصير وضاح اليمن رميه في بئر وردموا عليه التراب...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- الإنقاص من سمعة الوليد بن عبد الملك، لأنه كان خليفة المسلمين...
- عقاب الله، جل وعلا، نزل عليها بمرض الجذام.
- بسبب المرض أبعدت عن بلدها وأهلها...
- مصير الشاعر كان القتل بإلقائه في بئر وردموا البئر بالتراب...
ثم نمر إلى قصة ذو الرمة وميّ؛ الشاعر الذي أنشد 56 قصيدة طويلة مليئة بالدموع الغزيرة، واحتراق القلب على فراقها حيث قال:
بكيت على ميّ بها غد عرفتها *** وهجت الهوى حتى بكى القوم مكن أجلي
فبسبب سفره إلى جمع المال.. عاد إلى معشوقته فوجدها تزوجت بابن عمها.. ولم يهدأ له بال حتى سمع زوجها شعره في حقها فوقع بينهما الخصام.. فذهبت إلى ذو الرمة لتسبّه وتشتمه.. فانصرف كالمجنون إلى أن وجد من تنسيه جراح ميّ...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- تزوجت بغيره نظرا لعدم المواصلات والاتصالات، ولاسيما أن أنياب الشك مزقت حبها لذو الرمة فتزوجته...
- ذو الرمة أصبح ضحية الحب بسبب جمع المال لكي يتزوجها.
- إشاعة شعره في حق الفراق بها نتج عنه الخصام بين الزوجين، كما يولّد الشك وعدم الثقة في زوجته...
- المرأة الثانية تقرب إليها من أجل غرض وهو محاولة نسيان ميّ...
- المرأة الثانية ضحية قصة ذو الرمة وميّ...
ومن هنا نمر عبر الأزمنة والعصور ونسأل أرباب الحب والعشق ماذا جرى لهم:
* قصيدة: أراك عاصي الدمع. أبو فراس الحمداني.
أراك عاصي الدمع شيمتك الصبـر ** أما للهوى نهي عليك ولا أمــــر
بلى، أنا مشتاق وعندي لوعــــــــة ** ولكن مثلي لا يذاع له ســــــــــر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ** وأذللت دمعا من خلائقه الكبــــر
تكاد تضيء النار من جوانبـــــــي ** إذا هي أذكتها الصبابة والفكـــــر
معللي بالوصل والموت دونـــــــه ** إذا بت ضمآنا فلا نزل القطــــــر
حفظت وضيعت المودة بيننـــــــا ** وأحسن من بعض الوفاء لك الغدر
* قصيدة: أضحى الثنائي. ابن زيدون.
أضحى الثنائي بديلا من تدانينـــا ** وناب عن طيب لقيانـــــــــــــا
ألا، وقد حان صبح البين صبحنا ** حين، فقام بنا للحين ناعينــــــا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمــــو ** حزنا مع السهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي مازال يضحكنا ** أنسا بقربهمو قد عاد يبكينــــــا
* قصيدة: اقبلي كالصلاة. محمود حسن إسماعيل.
أقبلي كالصلاة، رقرقها النسك، بمحراب عابد متبتل
أقبلي آية من الله عليا ** زفها للوجود وحي منــزل
أقبلي، فالجراح ضمأى، وكأس الحب ثكلى، والشعر ناي معطل
* قصيدة: الأطلال. إبراهيم ناجي
يا فؤادي رحم الله الهـــــوى ** كان صرحا من خيالي فهوى
اسقني واشرب على أطلالـه ** وارو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا ** وحديثا من أحاديث الجــــوى
وبساطا من ندامى حلـــــــم ** هم تواروا أبدا، وهو انطــوى
* قصيدة: القمر العاشق. علي محمود طه.
فردي الشرقة الحمراء دون المخدع الأســــــن
وصوني الحسن من ثورة هذا العاشق المضنى
مخافة أن يظن الناس ** في مخدعك الظنــــا
* قصيدة: المؤنسة. قيس بن الملوح.
تذكرت ليلى، والسنين الخواليـــا ** وأيام لا نخشى على اللهو ناهيــــــا
ويوم كظل الرمح، قصرت ظـله ** بليلى، فلهاني، وما كنت ناسيــــــــا
...........
لحي الله أقواما يقولون إننــــــــا ** وجدنا طوال الدهر للحب شافيـــــــا
...................
معذبتي، قد طال وجدي وشفني ** هواك، فيا للناس قل عزائيـــــــــــــا
.......................
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ** وإن كنت من ليلى على الناس طاويا
* قصيدة: لبنى. قيس بن ذريح.
...........
يجزع الوادي فلا عن أنيســـــــه ** عفا وتخطته العيون الخـــــــــوادع
ولما بدا منها الفراق، كما بـــــدا ** يظهر الصفا الصلد الشقوق الشوانع
...............
وما من حبيب وامق لحبيبــه ** ولا ذي هوى إلا له الدهر فاجـــــــع
أتبكي على لبنى، وأنت تركتها ** وكنت كآت غيه وهو طائــــــــــــع؟
* قصيدة: مجلس الحب. صفي الدين الحلي.
...............
وهبتك في الهوى روحي بوعد ** وبعتك عامدا نقدا بديـــــــــــن
وجئت وفي يدي، كفني وسيفي ** فكيف جعلتها خف حنيـــــــن!
ولم صيرت بعدك قيد قلبــــــي ** وكان جمال وجهك قيد عيني؟
فصرنا نشبه النسرين بعــــــدا ** وكنا ألفة كالفرقديــــــــــــــــن
* قصيدة: بثينة. جميل بن معمر
إذا قلت: ما بي يا بثينة قاتلـي ** من الحب، قالت: ثابت ويزيـــد
وإن قلت: ردي بعض عقلي أعش به تولت وقالت: ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ** ولا حبها فيما يبيد يبيــــــــــــــد
............
وقد كان حُبّكم طريفا وتاـلدا ** وما الحب إلا طارف وتليــــــــد
* قصيدة: عفراء. عروة.
تحملت من عفراء ما ليس لي به ** ولا للجبال الراسيات يــــــدان
كأن قطاة علقت بجناحـــــــــــها ** على كبدي من شدة الخفقــــــان
جعلت لعراف اليمامـــــــــــــــة ** وعراف نجد إن هما شفيانـــــي
فقالا: نعم نشف من الداء كلـــــه ** وقاما مع العواد يبتـــــــــــدران
فما تركا من رقية يعلمانهــــــــا ** ولا سلوة إلا وقد سقيانـــــــــــي
وما شفي الداء الذي بي كلـــــــه ** ولا ذخرا نصحا ولا ألوانــــــي
فقالا: شفاك الله، والله ما لنـــــــا ** بما ضمنت منك الضلوع يـــدان
فويلي على عفراء ويلا كأنــــه ** على الصدر والأحشاء حد سنان
ولا يسعني أن أذكر لكم كل القصائد نظرا لغزارتها.. ومن ثم نستنتج الأسباب التي تدمر أعمدة الحب فتنتج عنها الأضرار:
- الشك – البين – الرقيب – افتقار المحبوبة لما يصبو إليه المحب – الغيرة مع سوء الظن – الغيرة مع سلوكيات وتصرفات المرأة – الغدر - المراسلة – تدخلات أطراف أخرى [الوسيط بين المحبوبين] – كتمان الحب – الوشاية ...
أضرار العشق:
يصف لنا أضرار العشق ابن الجوزي حيث يقول: العشق له ضرر دنوي، وأخروي؛ ففي الدنيا يورث الهم الدائم، والذل، والأرق، والوسواس، والسهر.. وإذا انتقل إلى الجوارح فينتج عنه نحافة الجسد، والعجز، والحسرات.. وقد ينتهي بالعشق إلى حد الجنون كما قيل:
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ** وإنما يصرع المجنون في الحين
كما أن العشق يجني على العرض، وعلى الهمة، والشخصية؛ كما قد يؤِدي بصاحبه إلى الشرك.. كما نقرأ في العديد من قصائد العشق والهيام...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- ولّد هذا الحب الكراهية في أبنائه اتجاه سيدنا يوسف، عليه السلام، مما أدّى بهم في التفكير في مكيدة لقتله.. وانتهت المكيدة بإلقائه في البئر...
- ولّد هذا الحب الحزن في نفس سيدنا يعقوب، عليه السلام، رغم أنه كان من الكاظمين الغيظ؛ أي:تـجرُّعُه واحتمال سببه والصبر علـيه.
نمر إلى قصة امرأة العزيز، وسيدنا يوسف، عليه السلام، وهي القصة التي تمثل نوعا من الحب الذي بدأ بالبوح بالمحبة، وتوسط بالأمر لفعل الفاحشة، وتلا الأمر التهمة والإدانة، فتحركت دوافع الانتقام فزجت به في السجن سنينا طويلة، وانتهت بالاعتراف بالحق وتبرئة سيدنا يوسف، عليه السلام...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- ألبسته تهمة إرادة السوء بزوجة الملك.
- شاع الخبر فولد في نفسها الانتقام.
- زجت به في السجن سنينا طويلة.
ونمر إلى قصة وضاح اليمن وأم البنين التي كانت زوجة الوليد بن عبد الملك وعشقت هذا الشاعر.. وذاع خبرهما.. فأصابها مرض الجذام وأبعدت عن بلدها.. إلا أن الشاعر لم يتخل عنها.. فتطورت علاقة الحب.. فكان مصير وضاح اليمن رميه في بئر وردموا عليه التراب...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- الإنقاص من سمعة الوليد بن عبد الملك، لأنه كان خليفة المسلمين...
- عقاب الله، جل وعلا، نزل عليها بمرض الجذام.
- بسبب المرض أبعدت عن بلدها وأهلها...
- مصير الشاعر كان القتل بإلقائه في بئر وردموا البئر بالتراب...
ثم نمر إلى قصة ذو الرمة وميّ؛ الشاعر الذي أنشد 56 قصيدة طويلة مليئة بالدموع الغزيرة، واحتراق القلب على فراقها حيث قال:
بكيت على ميّ بها غد عرفتها *** وهجت الهوى حتى بكى القوم مكن أجلي
فبسبب سفره إلى جمع المال.. عاد إلى معشوقته فوجدها تزوجت بابن عمها.. ولم يهدأ له بال حتى سمع زوجها شعره في حقها فوقع بينهما الخصام.. فذهبت إلى ذو الرمة لتسبّه وتشتمه.. فانصرف كالمجنون إلى أن وجد من تنسيه جراح ميّ...
* ما هو الضرر الناتج عن هذا الحب؟
- تزوجت بغيره نظرا لعدم المواصلات والاتصالات، ولاسيما أن أنياب الشك مزقت حبها لذو الرمة فتزوجته...
- ذو الرمة أصبح ضحية الحب بسبب جمع المال لكي يتزوجها.
- إشاعة شعره في حق الفراق بها نتج عنه الخصام بين الزوجين، كما يولّد الشك وعدم الثقة في زوجته...
- المرأة الثانية تقرب إليها من أجل غرض وهو محاولة نسيان ميّ...
- المرأة الثانية ضحية قصة ذو الرمة وميّ...
ومن هنا نمر عبر الأزمنة والعصور ونسأل أرباب الحب والعشق ماذا جرى لهم:
* قصيدة: أراك عاصي الدمع. أبو فراس الحمداني.
أراك عاصي الدمع شيمتك الصبـر ** أما للهوى نهي عليك ولا أمــــر
بلى، أنا مشتاق وعندي لوعــــــــة ** ولكن مثلي لا يذاع له ســــــــــر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ** وأذللت دمعا من خلائقه الكبــــر
تكاد تضيء النار من جوانبـــــــي ** إذا هي أذكتها الصبابة والفكـــــر
معللي بالوصل والموت دونـــــــه ** إذا بت ضمآنا فلا نزل القطــــــر
حفظت وضيعت المودة بيننـــــــا ** وأحسن من بعض الوفاء لك الغدر
* قصيدة: أضحى الثنائي. ابن زيدون.
أضحى الثنائي بديلا من تدانينـــا ** وناب عن طيب لقيانـــــــــــــا
ألا، وقد حان صبح البين صبحنا ** حين، فقام بنا للحين ناعينــــــا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهمــــو ** حزنا مع السهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي مازال يضحكنا ** أنسا بقربهمو قد عاد يبكينــــــا
* قصيدة: اقبلي كالصلاة. محمود حسن إسماعيل.
أقبلي كالصلاة، رقرقها النسك، بمحراب عابد متبتل
أقبلي آية من الله عليا ** زفها للوجود وحي منــزل
أقبلي، فالجراح ضمأى، وكأس الحب ثكلى، والشعر ناي معطل
* قصيدة: الأطلال. إبراهيم ناجي
يا فؤادي رحم الله الهـــــوى ** كان صرحا من خيالي فهوى
اسقني واشرب على أطلالـه ** وارو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا ** وحديثا من أحاديث الجــــوى
وبساطا من ندامى حلـــــــم ** هم تواروا أبدا، وهو انطــوى
* قصيدة: القمر العاشق. علي محمود طه.
فردي الشرقة الحمراء دون المخدع الأســــــن
وصوني الحسن من ثورة هذا العاشق المضنى
مخافة أن يظن الناس ** في مخدعك الظنــــا
* قصيدة: المؤنسة. قيس بن الملوح.
تذكرت ليلى، والسنين الخواليـــا ** وأيام لا نخشى على اللهو ناهيــــــا
ويوم كظل الرمح، قصرت ظـله ** بليلى، فلهاني، وما كنت ناسيــــــــا
...........
لحي الله أقواما يقولون إننــــــــا ** وجدنا طوال الدهر للحب شافيـــــــا
...................
معذبتي، قد طال وجدي وشفني ** هواك، فيا للناس قل عزائيـــــــــــــا
.......................
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ** وإن كنت من ليلى على الناس طاويا
* قصيدة: لبنى. قيس بن ذريح.
...........
يجزع الوادي فلا عن أنيســـــــه ** عفا وتخطته العيون الخـــــــــوادع
ولما بدا منها الفراق، كما بـــــدا ** يظهر الصفا الصلد الشقوق الشوانع
...............
وما من حبيب وامق لحبيبــه ** ولا ذي هوى إلا له الدهر فاجـــــــع
أتبكي على لبنى، وأنت تركتها ** وكنت كآت غيه وهو طائــــــــــــع؟
* قصيدة: مجلس الحب. صفي الدين الحلي.
...............
وهبتك في الهوى روحي بوعد ** وبعتك عامدا نقدا بديـــــــــــن
وجئت وفي يدي، كفني وسيفي ** فكيف جعلتها خف حنيـــــــن!
ولم صيرت بعدك قيد قلبــــــي ** وكان جمال وجهك قيد عيني؟
فصرنا نشبه النسرين بعــــــدا ** وكنا ألفة كالفرقديــــــــــــــــن
* قصيدة: بثينة. جميل بن معمر
إذا قلت: ما بي يا بثينة قاتلـي ** من الحب، قالت: ثابت ويزيـــد
وإن قلت: ردي بعض عقلي أعش به تولت وقالت: ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ** ولا حبها فيما يبيد يبيــــــــــــــد
............
وقد كان حُبّكم طريفا وتاـلدا ** وما الحب إلا طارف وتليــــــــد
* قصيدة: عفراء. عروة.
تحملت من عفراء ما ليس لي به ** ولا للجبال الراسيات يــــــدان
كأن قطاة علقت بجناحـــــــــــها ** على كبدي من شدة الخفقــــــان
جعلت لعراف اليمامـــــــــــــــة ** وعراف نجد إن هما شفيانـــــي
فقالا: نعم نشف من الداء كلـــــه ** وقاما مع العواد يبتـــــــــــدران
فما تركا من رقية يعلمانهــــــــا ** ولا سلوة إلا وقد سقيانـــــــــــي
وما شفي الداء الذي بي كلـــــــه ** ولا ذخرا نصحا ولا ألوانــــــي
فقالا: شفاك الله، والله ما لنـــــــا ** بما ضمنت منك الضلوع يـــدان
فويلي على عفراء ويلا كأنــــه ** على الصدر والأحشاء حد سنان
ولا يسعني أن أذكر لكم كل القصائد نظرا لغزارتها.. ومن ثم نستنتج الأسباب التي تدمر أعمدة الحب فتنتج عنها الأضرار:
- الشك – البين – الرقيب – افتقار المحبوبة لما يصبو إليه المحب – الغيرة مع سوء الظن – الغيرة مع سلوكيات وتصرفات المرأة – الغدر - المراسلة – تدخلات أطراف أخرى [الوسيط بين المحبوبين] – كتمان الحب – الوشاية ...
أضرار العشق:
يصف لنا أضرار العشق ابن الجوزي حيث يقول: العشق له ضرر دنوي، وأخروي؛ ففي الدنيا يورث الهم الدائم، والذل، والأرق، والوسواس، والسهر.. وإذا انتقل إلى الجوارح فينتج عنه نحافة الجسد، والعجز، والحسرات.. وقد ينتهي بالعشق إلى حد الجنون كما قيل:
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ** وإنما يصرع المجنون في الحين
كما أن العشق يجني على العرض، وعلى الهمة، والشخصية؛ كما قد يؤِدي بصاحبه إلى الشرك.. كما نقرأ في العديد من قصائد العشق والهيام...