بما إني من أصحاب نظرية "النفس الحلوة لها الجنة" وممكن آكل أي حاجة من أي حتة، يعني مفيش مانع من ساندوتشات من عند عم "زيزو نتانة" أو كبدة وسجق من عند "على بركة الله" وكشري من أبو أشرف، لكن الأخبار التي تخرج علينا يومياً بأن الزراعات أصبحت مسرطنة، والطيور أصابتها الأنفلونزا، والأبقار تحتاج لعلاج نفسي بعد أنا أصابها الجنون، والحمى القلاعية اجتاحت اللحوم، والسمك في المياه أصابه مكروه، كل ذلك أصابني بنوع من الشبع، ليس من الأكل ولكن من الخوف، وزرع في نفسي شعورا بأن التسمم والمرض قادم لا محالة... فاعتزلت أكل الشارع والبيت وأصبحت أعيش على البيض المقلي والمسلوق.
ورغم أن كل يوم أخرج فيه للعمل تسألني والدتي السؤال المعتاد تحب تأكل إيه على الغدا؟!!.. ورغم تأكدها أن الغدا ده ممكن يكون الساعة 2:00 صباحاً بعد الانتهاء من العمل وتغطية المباريات وخلافة إلا أنها لا تمل ولا تكل من هذا السؤال –قلب الأم بقى- وبما إني لا أشترط ولا أتفنن في اختيار نوعية الأكل فأكتفي يومياً بكلمة (أي حاجة يا ماما هتعمليها هاكلها).
فترد تحب يعني تأكل فراخ مشوية ولاّ لحمة، ولاّ أشتري سمك جاهز وخلاص، ولاّ أقولك هعملك صينية مكرونة بشاميل وصينية رقاق باللحمة المفرومة... أو محشي ورق عنب اللي أنت بتحبه.
وبما إن دايماً ما بكون مستعجله لأن المشوار بعيد خاصة لو العربية مع محمود أخويا يعني قدامي مشوار عظيم من المرمطة في المواصلات، أو المترو حتى أصل لمقر العمل بمصر الجديدة من عند جامعة القاهرة.
كل ده جميل؛ لكني في يوم فوجئت أثناء تواجدي بالعمل بأن كل الزملاء يتحدثون عن أنفلونزا الخنازير، وخطورتها وكيفية انتشار الوباء مثل النار في الهشيم... وعرفت من المسئولين عن الباب السياسي والمتابعين لموضوع الخنازير ده أن المرض أصبح في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث الخطورة، وينقصه درجة واحدة للوصول للمرتبة السادسة، وهي المرتبة الأخيرة في درجة الخطورة حتى يعلن المرض وباء عالميا؛ يعني كل دولة تقفل على نفسها وتأمن حدودها وتكفي خيرها شرها.
أثناء متابعتي المستمرة للموضوع وصدور قرار رئاسي بذبح كل الخنازير الموجودة في مصر ودفنها حتى نتقي شر هذا الوباء وتأكيد الحكومة باستمرار من خلال التليفزيون على عدم التعامل مع الطيور بشكل مباشر وعدم تربيتها، خاصة البط والأوز لأن المرض لا يظهر عليهما.
بصراحة كل هذه الأخبار وقعت علي أشد من أخبار حرب غزة على الفلسطينيين، واجتياح القوات الأمريكية على العراقيين، وتعذيب المساجين في سجن أبو غريب.. ومنذ ظهور أنفلونزا الخنازير –رغم إنني لم أعرف حتى لا شكلها ولا طعمها- قررت التخلي عن مبدأ (النفس الحلوة لها الجنة) يعني لا لحمة بقر ولا غيره ولا فراخ ولا بط ولا وز، وبما أن السَمك لم يتأكد عليه أي شبهة مؤكدة حتى الآن فمن الممكن استثناؤه من طابور الممنوعات الذي قررت أن أصدره.
وفي يوم الثالث من مايو وهو -عيد ميلادي بالمناسبة- أصرت والدتي على عودتي للبيت مبكراً عن الميعاد الذي أعود فيه يومياً.. وبناءً على طلبها رجعت الساعة 5:00 في سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، وبدأت أدخل البيت متسحباً -مفاجأة بقى ما أنا راجع البيت بدري- إلا أنني وجدت والدتي تذبح فرخة في المطبخ، حتى إنني لم أتمالك مشاعري إلا وأنا أفتح شباك المطبخ وأنادي على أخي الصغير محمود الحققققققققققققققققققققنا يا محموووووووووود، الذي هرع في ثوان من تحت البيت حتى الدور الرابع جري هو فيه إيييييييييييييييييييييييه اللي حصل حد حصله حاجة، الأمر لم يستغرق ثواني، والحاجة في حالة ذهول من تصرفي، وأخي يتساءل عن سبب الذعر الذي سببته في المنطقة كلها، وفي لحظة انفجر في الاثنان فيه إيه ما تنطق.. ماما جايبة فراخ وبتدبحها في البيت.....
الاثنان في نفس واحد وفيها إيه، وقالت الحاجة خايف من إيه ما أنت عارف الحاجة أم جلال ست طيبة وعلى نياتها ونضيفة هي اللي بتجيب لنا الحاجات دي، ما تخافش يا ابني ده كفاية الدعاء اللي بتدعيه لك أنت وأخوك.. وبعدين هو أنت يعني شفتني بدبح خنزير.. ده أنا بعملك فراخ مشوية والملوخية اللي أنت بتحبها، عشان عيد ميلادك.
قاطعتها عيد وفاتي يا أمي أنت مش متابعة التحذيرات اليومية من الطيور والتعامل معها، والبط والمرض والأنفلونزا والكلام ده، يا فرحتي لما حد فينا يتعب، اسمعي الكلام يا ماما.
يا محمد يا ابني أسمع الكلام في إيه ولاّ إيه ده أنا من ساعة ما وعيت على الدنيا وبسمع عن الأشعة الحمراء وفوق البنفسجية عشان الأوزون اللي اتخرم والأسمدة المسرطنة اللي كل يوم بتغزو محاصيلنا والحمى القلاعية اللي في اللحوم والأنفلونزا اللي مسكت الطيور والمرض اللي ابتلانا بيه ربنا في البتاع ده اللي اسمه الخنازير اللي معرفش حتى شكله، سمي بالله كده واهدأ وربنا هو الحارس، وبعدين ما أنت كل يوم تقولي عامل ريجيم وتأكل بيضتين على الصبح، وبالليل لما ترجع هو البيض ده منين ما هو من الطيور..
بصراحة كلام الحاجة هزني ولكن لما أنا رفعت شعار.. فلتسقط الفراخ مادامت تسبب الأنفلونزاً ومن ثم الممات.. ولتسقط اللحوم وما بها من حمى وجنون.. فلنتخلِّ عن الأسماك حتى نتأكد من سلامتها، وبما أن "البيض" من الفرخة والفرخة مصابة بالأنفلونزا فليسقط البيض.. وبما أن الجبنة من الألبان والألبان من الحليب والحليب من البقرة.. إذن فلأسقط أأأأأأأأأأأأأأنا.. طب هتنازل كده على طول، طب شعبي يقول علي إيه، طب مين الصح، الطب والإحصاءات والنشرات ولاّ الحاجة وحكمتها؟؟؟!!! بصراحة أنا بقيت مش عارف حاجة ولو حد عرف يقولي نعمل إيه عشان مايحصلناش إيه..!
قال صحيح يا حاجة هي الخنازير بتولد ولاّ بتبيض؟!!!
ورغم أن كل يوم أخرج فيه للعمل تسألني والدتي السؤال المعتاد تحب تأكل إيه على الغدا؟!!.. ورغم تأكدها أن الغدا ده ممكن يكون الساعة 2:00 صباحاً بعد الانتهاء من العمل وتغطية المباريات وخلافة إلا أنها لا تمل ولا تكل من هذا السؤال –قلب الأم بقى- وبما إني لا أشترط ولا أتفنن في اختيار نوعية الأكل فأكتفي يومياً بكلمة (أي حاجة يا ماما هتعمليها هاكلها).
فترد تحب يعني تأكل فراخ مشوية ولاّ لحمة، ولاّ أشتري سمك جاهز وخلاص، ولاّ أقولك هعملك صينية مكرونة بشاميل وصينية رقاق باللحمة المفرومة... أو محشي ورق عنب اللي أنت بتحبه.
وبما إن دايماً ما بكون مستعجله لأن المشوار بعيد خاصة لو العربية مع محمود أخويا يعني قدامي مشوار عظيم من المرمطة في المواصلات، أو المترو حتى أصل لمقر العمل بمصر الجديدة من عند جامعة القاهرة.
كل ده جميل؛ لكني في يوم فوجئت أثناء تواجدي بالعمل بأن كل الزملاء يتحدثون عن أنفلونزا الخنازير، وخطورتها وكيفية انتشار الوباء مثل النار في الهشيم... وعرفت من المسئولين عن الباب السياسي والمتابعين لموضوع الخنازير ده أن المرض أصبح في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث الخطورة، وينقصه درجة واحدة للوصول للمرتبة السادسة، وهي المرتبة الأخيرة في درجة الخطورة حتى يعلن المرض وباء عالميا؛ يعني كل دولة تقفل على نفسها وتأمن حدودها وتكفي خيرها شرها.
أثناء متابعتي المستمرة للموضوع وصدور قرار رئاسي بذبح كل الخنازير الموجودة في مصر ودفنها حتى نتقي شر هذا الوباء وتأكيد الحكومة باستمرار من خلال التليفزيون على عدم التعامل مع الطيور بشكل مباشر وعدم تربيتها، خاصة البط والأوز لأن المرض لا يظهر عليهما.
بصراحة كل هذه الأخبار وقعت علي أشد من أخبار حرب غزة على الفلسطينيين، واجتياح القوات الأمريكية على العراقيين، وتعذيب المساجين في سجن أبو غريب.. ومنذ ظهور أنفلونزا الخنازير –رغم إنني لم أعرف حتى لا شكلها ولا طعمها- قررت التخلي عن مبدأ (النفس الحلوة لها الجنة) يعني لا لحمة بقر ولا غيره ولا فراخ ولا بط ولا وز، وبما أن السَمك لم يتأكد عليه أي شبهة مؤكدة حتى الآن فمن الممكن استثناؤه من طابور الممنوعات الذي قررت أن أصدره.
وفي يوم الثالث من مايو وهو -عيد ميلادي بالمناسبة- أصرت والدتي على عودتي للبيت مبكراً عن الميعاد الذي أعود فيه يومياً.. وبناءً على طلبها رجعت الساعة 5:00 في سابقة لم تحدث منذ سنوات طويلة، وبدأت أدخل البيت متسحباً -مفاجأة بقى ما أنا راجع البيت بدري- إلا أنني وجدت والدتي تذبح فرخة في المطبخ، حتى إنني لم أتمالك مشاعري إلا وأنا أفتح شباك المطبخ وأنادي على أخي الصغير محمود الحققققققققققققققققققققنا يا محموووووووووود، الذي هرع في ثوان من تحت البيت حتى الدور الرابع جري هو فيه إيييييييييييييييييييييييه اللي حصل حد حصله حاجة، الأمر لم يستغرق ثواني، والحاجة في حالة ذهول من تصرفي، وأخي يتساءل عن سبب الذعر الذي سببته في المنطقة كلها، وفي لحظة انفجر في الاثنان فيه إيه ما تنطق.. ماما جايبة فراخ وبتدبحها في البيت.....
الاثنان في نفس واحد وفيها إيه، وقالت الحاجة خايف من إيه ما أنت عارف الحاجة أم جلال ست طيبة وعلى نياتها ونضيفة هي اللي بتجيب لنا الحاجات دي، ما تخافش يا ابني ده كفاية الدعاء اللي بتدعيه لك أنت وأخوك.. وبعدين هو أنت يعني شفتني بدبح خنزير.. ده أنا بعملك فراخ مشوية والملوخية اللي أنت بتحبها، عشان عيد ميلادك.
قاطعتها عيد وفاتي يا أمي أنت مش متابعة التحذيرات اليومية من الطيور والتعامل معها، والبط والمرض والأنفلونزا والكلام ده، يا فرحتي لما حد فينا يتعب، اسمعي الكلام يا ماما.
يا محمد يا ابني أسمع الكلام في إيه ولاّ إيه ده أنا من ساعة ما وعيت على الدنيا وبسمع عن الأشعة الحمراء وفوق البنفسجية عشان الأوزون اللي اتخرم والأسمدة المسرطنة اللي كل يوم بتغزو محاصيلنا والحمى القلاعية اللي في اللحوم والأنفلونزا اللي مسكت الطيور والمرض اللي ابتلانا بيه ربنا في البتاع ده اللي اسمه الخنازير اللي معرفش حتى شكله، سمي بالله كده واهدأ وربنا هو الحارس، وبعدين ما أنت كل يوم تقولي عامل ريجيم وتأكل بيضتين على الصبح، وبالليل لما ترجع هو البيض ده منين ما هو من الطيور..
بصراحة كلام الحاجة هزني ولكن لما أنا رفعت شعار.. فلتسقط الفراخ مادامت تسبب الأنفلونزاً ومن ثم الممات.. ولتسقط اللحوم وما بها من حمى وجنون.. فلنتخلِّ عن الأسماك حتى نتأكد من سلامتها، وبما أن "البيض" من الفرخة والفرخة مصابة بالأنفلونزا فليسقط البيض.. وبما أن الجبنة من الألبان والألبان من الحليب والحليب من البقرة.. إذن فلأسقط أأأأأأأأأأأأأأنا.. طب هتنازل كده على طول، طب شعبي يقول علي إيه، طب مين الصح، الطب والإحصاءات والنشرات ولاّ الحاجة وحكمتها؟؟؟!!! بصراحة أنا بقيت مش عارف حاجة ولو حد عرف يقولي نعمل إيه عشان مايحصلناش إيه..!
قال صحيح يا حاجة هي الخنازير بتولد ولاّ بتبيض؟!!!